mody
عدد المساهمات : 28 نقاط : 562777 تاريخ التسجيل : 30/06/2009 العمر : 31
| موضوع: الإسلام والشعر الثلاثاء يونيو 30, 2009 11:22 am | |
| الإسلام والشعر:
طغى حب الشعر ونظمه وإنشاده على قلوب الكثير في العصر الجاهلي، واستمر حتى بعد الإسلام، وإلى يومنا هذا، فقد كان الناس يستشهدون بالشعر في حلهم وترحالهم وسمرهم والمواقف التي تمر بهم. لكن لابد أن نعرف أن الشعر في الإسلام يختلف تماماً عمّا كان عليه في العصر الجاهلي، فقد أصبحت أغراض الشعر تنحى باتجاه تهذيب الأخلاق، والاعتناء بالمبادئ والقيم، والمثل العليا والدعوة إلى توحيد الله، والحث على الجهاد في سبيل الله، والزهد في الدنيا، والوعظ والنصح، ونصر الدين، وهجاء أعداء الإسلام. على أن أغراض الشعر الأخرى كالمديح، والرثاء، والغزل العفيف ونحو ذلك مستمرة، لكن السمة الغالبة هو ما تقدم ذكره.
حكم الإسلام في الشعر:
عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله {: "الشعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام"(10). وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: "الشعر منه حسن، ومنه قبيح، خذ بالحسن ودع القبيح، ولقد رويت من شعر كعب بن مالك أشعاراً، منها القصيدة فيها أربعون بيتاً، ودون ذلك"(11). قال الجيلاني: "الشعر منه حسن، ومنه قبيح" أي: إذا حَسُنَ المعنى شرعاً فالكلام محكوم عليه شرعاً بالحسن، ولو كان اللفظ غير فصيح. وإذا قَبُح المعنى شرعاً لم يُحكم عليه بالحسن وإن كان لفظه فصيحاً. وهذا حق، ولكن الوزن وفصاحة الكلام يزيد الحسن حسناً كالحكمة، ويزيد القبيح قُبْحاً كالهجو، لأن الكلام الفصيح أجدر أن يُصغى له، ويُحفظ ويروى، وأشد تأثيراً في النفس"(12). ولكن هناك آراء زعمت أن الإسلام وقف من الشعر موقف العداء، وذم الشعراء، وألحقهم بالغواة والمنافقين، واستشهدوا بالقرآن الكريم، وأوردوا آيات منه، قرأوها مُجَزَّأة مبتورة، ليصلوا إلى تأييد رأيهم السقيم، فقالوا: بأن الله ذم الشعر والشعراء في قوله الكريم: والشعراء يتبعهم الغاوون 224 ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 225وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 {الشعراء: 224، 226}. ووقفوا في قراءاتهم واستشهادهم عند هذه الآيات ولم يتموا القراءة؛ لأنهم علموا أنها لا توافق ما ذهبوا إليه.."(13). ويحسن بنا أن نذكر ما ورد في مدح الشعر، وما ورد في ذمه، حتى نخرج بنتيجة مقنعة:
[ | |
|