mody
عدد المساهمات : 28 نقاط : 562877 تاريخ التسجيل : 30/06/2009 العمر : 31
| موضوع: الشعر في الإسلام الثلاثاء يونيو 30, 2009 11:17 am | |
| المتأمل للشعر يرى أن له أقساماً فمنه ما هو حسن، ومنه ما هو قبيح، وهكذا، وقد أبان الإمام ابن قتيبة رحمه الله عن أقسام الشعر، فقال: تدبرت الشعر فوجدته أربعة أضرب: 1- ضرب منه (حَسنٌ لفظه، وجادٌ معناه) كقول القائل: أيتها النفس أَجْمِلي جزعاً إن الذي تحذرين قد وقعا 2- وضرب منه (حَسن لفظه وحَلا، فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى) كقول القائل: ولما قضينا من منى كلَّ حاجةٍ ومسحَ بالأركان من هو ماسحُ وشُدَّت على حُدب المهاري رحالُنا ولا ينظر الغادي الذي هو رائحُ أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطحُ 3- وضربٌ منه (جادٌ معناه، وقَصُرت ألفاظه عنه) كقول لبيد بن ربيعة: ما عاتب المرءَ الكريم كنفسه والمرءُ يُصلحهُ الجليسُ الصالح 4- وضرب منه (تأخر معناه، وتأخر لفظه) كقول الأعشى في امرأة: وفُوها كَأقَاحي غذاهُ دائمُ الهطيلِ كما شيب براحٍ بارد من عسل النحلِ وتقسيم ابن قتيبة لطيف، لكنه تقسيم من الناحية الفنية. هذا وللشعر عند العرب في العصر الجاهلي أغراض متعددة، من ذلك: المديح، والتفاخر، والهجاء، والرثاء، والغزل وغير ذلك. وقد امتاز شعرهم بقوته، وبلاغته، وسلاسته، وبُعْده عن حشو الكلام، إضافة إلى أنه في الغالب شعر واقعي، يقوم على نقل المشاهد الحسية دون إغراق في المعاني والأبعاد. تلك إلماحة أردتها أن تكون موطئة لأصل البحث، والله الموفق.
| |
|